Saturday, December 15, 2007

ما كُتب عن الاعتصام الثاني في معرض الكتاب الــ 32 /2

جماعة "مبدعون كويتيون" خلال الاعتصام أمام معرض الكتاب 2007
-----
مبدعون كويتيون تطالب برفع سيف الرقابة... فالازدهار لا يكون إلا بالحريةخلال اعتصام سلمي نظمته الجماعة أمام معرض الكتاب

لافي الشمري
جريدة الجريــــدة الكويتية

اكد عدد من المثقفين الكويتيين ضرورة إيقاف الرقابة وعدم فرض الوصاية عليهم، مشددين على الرقابة الذاتية بعيدا عن رقابة مفروضة من الخارج تنتهج كلمات فضفاضة ولا تمت الى الابداع بصلة.
وشددوا خلال اعتصام نظمته جماعة «مبدعون كويتيون» في موقع معرض الكتاب في منطقة مشرف على تبديد الظلام وإزاحة وطأة الظلم الذي وقع على الكتاب والمؤلفين، رافعين شعار «لنا حرية التعبير ولهم حرية الاختيار».
وأكد النائب علي الراشد الذي حضر الاعتصام ضرورة اطلاق سراح عقول المبدعين وعدم تقييدهم بالأسوار، مطالبا وزير الإعلام بالتدخل لتصحيح الوضع ومنح هذه الفئة حقها الطبيعي في ممارسة الكتابة والقراءة بعيدا عن سيف الرقيب، محملا اللجنة التعليمية في مجلس الأمة ورقابة الاعلام مسؤولية تدهور الاوضاع وظهور ازمة الكتب المحظورة، مطمئنا الجمهور بأن الكويت لن يمسها الضرر ولن يدمرها كتاب.
وأعرب عن حزنه الشديد لتضييق الخناق على حرية الفكر والابداع في الكويت، مما دفع بعض المكتبات العالمية الى الاحجام عن المشاركة في معرض الكويت للكتاب، داعيا إلى تصحيح وترميم الوضع الراهن ووأد الفكر الظلامي في الكويت، لافتا الى ان القضية ليست قضية استجواب او قانون، بل انها قضية بلد ولا يمكن السكوت عنها، مؤكدا رفضه السماح للكتب التي تروج الاباحية أو تمس الأديان والشريعة الاسلامية، موضحا انه يهدف الى رفع الحظر عن الكتب التي تعود بالنفع على المجتمع.
وأبدى الراشد تعجبه من أصحاب الفكر الظلامي الذين يظنون ان ثمة كتبا ستدمر البلد، آملا استمرار هذه التجمعات، مشيدا بالمعتصمين الذين ينتمون الى مشارب وتيارات مختلفة
.
-----
أما الدكتور أحمد البغدادي، فاستغرب في كلمته من مطالبة المواطنين الكويتيين بإسقاط القروض بصفة مستمرة، متجاهلين الحرب ضد اسقاط العقول، مؤكدا أن الفكر والرأي الحر ليسا منحة من الحكومة الكويتية ولا من مجلس الأمة، لكنهما حقان أقرهما الدستور الكويتي، مشيرا إلى أن هذين الحقين لم يزالا إلى الآن منقوصين، مطالبا المواطنين برفض الوضع الراهن، ومعتبرا أن التصريحات والمطالبات غير كافية، وراغبا في مضاعفة الجهود وتضافرها للحصول على الحقوق كاملة من دون نقصان.
وأبدى البغدادي سعادته بسواعد الشباب وهمتهم في تنظيم هذا الاعتصام، لافتا إلى أنهم وضعوا بذرة الأمل، متمنيا أن تكبر هذه البذرة وتستعيد الكويت مكانتها وتعود كما كانت كويت الحرية والفكر والكلمة وعدم مصادرة آراء الآخرين، مطالبا بعدم ادخار اية وسيلة سلمية في الاعتصام أو التجمع تساهم في ازالة القيود التي تكبل الابداع وتضيق الخناق على حرية الفكر، محذراً من أن «الكويت في خطر»، وأن «الواقع الثقافي الكويتي يسلك وجهة معاكسة لحرية التغيير والتطور من حولنا في ظل الاصرار المتزايد من قبل القوى الرافضة للتغيير»، مؤكدا ضرورة نشر تفاصيل هذا الاعتصام عبر الصحف العربية والأجنبية وشبكة الانترنت لإظهار مدى الخطورة التي تمر بها الكويت.
----

ومن جانبها رفضت الأديبة ليلى العثمان في الاعتصام الضغوط التي تمارس على الكتّاب والمؤلفين في الكويت، مطالبة بإلغاء الجهات الرقابية التي تتغلغل في ثنايا البناء المجتمعي الكويتي، هادفة الى التضييق على الحريات والفكر الابداعي والتواصل الثقافي الفكري على المستويين العربي والعالمي.
واستنكرت العثمان إحراق الكتب لإثارة العالم، مؤكدة أنها تريد ايصال كلمة الحرية بعيدا عن تلويحات سيف الرقابة، لافتة إلى أن العالم مفتوح وباستطاعة أي فرد الاطلاع على أي كتاب يود قراءته عبر شبكة الانترنت، موضحة أنه لا يوجد قادم أخطر من الكتب التي تنير العقول وتنمي المواهب الشبابية، محذرة من تسرب الخوف إلى نفوس المبدعين الشباب من الجهات الرقابية.
ووجهت العثمان نداء الى المتشددين المتمترسين خلف خندق الأصالة وتقاليد المجتمع بالرأفة بالمبدعين وعدم تضييق الخناق عليهم، مؤكدة أن محاذير رقابة الاعلام أقل وطأة من الرقابة الأخرى الصارمة، آملة الخروج من حال المراوحة والتشبث بالماضي المرهون بالجمود والتخلف
---.
وحددت الكاتبة ميس العثمان مطالب جماعة «مبدعون كويتيون» بالأمور التالية: «تعزيز الحرية كمبدأ، وحماية المبدع بشكل تام بصورة تمكنه من الابداع، فالازدهار لا يكون إلا في مجتمع ينعم بالحرية، ورفع مستوى التنوير الفكري قبل التعليم، واعتماد الثقافة استراتيجيةً للدولة».
وقرأ عضو مجلس ادارة رابطة الأدباء فهد الهندال «بيان الرابطة» نيابة عن زملائه، وشدد فيه على ضرورة رفع سيف الرقابة عن عقول المبدعين، مطالبا بتطبيق مبادئ الديموقراطية بعيدا عن مزاجية الرقيب.
ثم وقع المعتصمون مقرين بمشروعية مطالب جماعة « مبدعون كويتيون».
------

نـظـــرة تـقــــويــمـــيــة الى مـعـــرض الكــــويـــت الـدولـي لـلكــــتــاب بـعـــد اخـــتــــتــامــه: 310 عـــنــاويـن تـعــرضــت للـمــنـع لـكـــن الـكـــلــمـــات بـحـــثــت عــن قــــرّائـــهــا
----

تصلح الوقفة الاحتجاجية التي وقفتها مجموعة من الكتاب والمثقفين ورجال البرلمان الكويتيين في ساحة معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الراهنة (13 إلى 23 تشرين الثاني)، اعتراضا على مصادرات الكتب، لأن تكون صورة مثالية لكل تغطية إعلامية لهذا الحدث الثقافي. وبالرغم من ذلك، ليست المصادرات هي القضية المركزية في هذا الحدث الذي يتخذ أهميته من كون عمر المعرض بلغ هذه السنة عامه الثاني والثلاثين.أولا لأن مصادرات الكتب ومنعها في العالم العربي باتت مملة من فرط تكرارها، وتاليا لأن الرقيب العربي لا يزال يقف موقفا معاديا للخلق وحرية الفكر، متوهماً أنه في صالح جمهور واسع في حين أن هذا الجمهور أصبح قادرا على الالتفاف على كل منع أو مصادرة عبر وسائل معرفية حديثة، تبدأ بالقنوات الفضائية، وتمر عبر شبكة الإنترنت المترامية التي لا تصلح معها وسائل المنع بسبب برامج للمراوغة تعمل عمل المفاتيح السحرية فتتحدى أعصى الأبواب انغلاقا على رغم أنف كل رقابة.أيضا، لم تعد قضية المصادرات مركزية لأنها تتم بناء على مبررات قانونية، عبر أجهزة وإدارات لها سلطات مكفولة بالقانون، على رغم أن الدساتير العربية في أغلبها الأعم تؤكد حرية التعبير حقا للمواطنين بلا استثناء، وهذه مفارقة تكاد تكون عربية بامتياز.أخيرا، فإن "احتجاز" الكتب التي بلغ عددها وفقا لما تداولته الصحف الكويتية 310 كتب، لم يستطع منع كتب أخرى كثيرة يبدو وجودها مفارقا، في مناخ رقابي كهذا، وقد حققت مبيعات كبيرة، وهي في غالبيتها أدبية مترجمة، وفكرية وفلسفية، في وقت "حجزت" السلطات عناوين من قبيل "شيكاغو" لعلاء الأسواني، الصادرة لدى "دار الشروق" و"شخصيات عرفتها" لحسين أحمد أمين لدى "دار العين"، مثلا.غياب المنهجية في هذا المنع بدا جليا في أروقة المعرض، حيث شاعت كتب الأبراج والنكات، التي أقبل عليها الصبية من تلامذة المدارس بشغف، بينما غابت كتب أخرى لها أهميتها الفكرية والمعرفية، وليست في الضرورة إباحية، أو هي تتعرض لصحيح الدين، بوصفهما المبررين الأساسيين اللذين تتحرك بناء عليهما كل جهة رقابية في العالم العربي."لنا حرية التعبير، لهم حرية الاختبار"، كان هذا شعار الاعتصام الثقافي الذي ضمّ ما يربو على مئتي شخص من المثقفين والأدباء والنواب الكويتيين الذين وقفوا خارج صالة العرض وهم يحملون الشموع. التظاهرة الاحتجاجية تصدرها عدد من المثقفين الشباب أسسوا جماعة "مبدعون كويتيون"، منهم ميس العثمان ويوسف خليفة، هبة بو خمسين، عقيل العيدان، والذين قاموا بحملة توقيع موسعة شملت فئات المجتمع كافة لرفعها إلى المسؤولين عن الرقابة، في خطة تحرك طويلة الأجل.كما شارك في التظاهرة عدد كبير من الكتاب من اجيال مختلفة منهم ليلى العثمان، أحمد البغدادي، فهد الهندال، وطالب الرفاعي وغيرهم، إضافة إلى النائب في البرلمان الكويتي علي الراشد.قرأت ميس العثمان بيان "مبدعون كويتيون"، الذي طالب أولا بتعزيز الحرية كمبدأ، وإلغاء الرقابة والمنع كجزء من تحقيق الحرية في مجملها، وثانيا بحماية الخلاّق بصورة تمكنه من الممارسة، وثالثا برفع مستوى التنوير الفكري قبل التعليم واعتماد نشر الثقافة كاستراتيجيا للدولة".ونشرت "رابطة الأدباء الكويتيين" بيانا جاء فيه: "إذا كان للمثقف من كلمة، فالأولى أن تأتي في مكانها وزمانها وفي معرض الكتاب حيث يسعى المثقف ليأخذ مكانه، يُصدم برقابة تحاول سحب البساط من تحته لتصبح أرض المعارض في كل عام مكانا يساوم فيه الفرد على الديموقراطية والمجتمع على الإبداع. واليوم ويد الرقيب تحول بين القارئ وكتاب يختاره فإننا ندعوه أن يعي أن الدولة إبان تكونها اختارت الديموقراطية طريقا لها وانتهجت الدعوة إلى احترام الاختلافات والتباينات في توجهات أبنائها الفكرية مما كان له الأثر في نهضة الرعيل الأول، وتعميق وعيه المعرفي". ودعت الرابطة الجهات المعنية بالرقابة إلى "أبداء المرونة لتطوير قوانين تتناسب وتطور الفكر الإنساني وامتداد حدوده".وأقيمت حلقة نقاشية نظمها المنبر الديموقراطي تحت عنوان "مقصلة الرقابة" في معرض الكتاب شارك فيها عدد من الكتاب منهم ليلى العثمان التي قدمت تاريخها مع الرقابة والمنع منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي. وشارك أيضا كل من ميس العثمان وعقيل عيدان الذي أكد في كلمته أن الحرية الحقيقية لن تتحقق إلا بمزيد من الحرية، متسائلا لماذا تمنع الرقابة الكتب التي تتحدث عن مذهب ديني معين بحجة أنها تدعو المواطنين الى فتنة طائفية، مؤكدا أهمية الشفافية في مناقشة الأمور طالما أنها موجودة في الواقع.وبسبب الفصل بين معرض الكتاب ومهرجان القرين الذي يبدأ نشاطاته بعد أيام قليلة من انتهاء المعرض، انحسرت الأنشطة على هامش المعرض بشكل كبير، إذ لم تنظَّم سوى أمسية شعرية واحدة شارك فيها هنري زغيب من لبنان، ومحمد عبد السلام المنصور من اليمن، وبوزيد حرزالله من الجزائر. وانعقدت ندوة عن الصحافة في الكويت حاضر فيها الكاتب الصحافي سمير عطاالله، وندوة ثانية عن الصحف الكويتية الجديدة ودورها في المناخ الصحافي الكويتي أدارها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي، إضافة إلى ندوة حول كتاب "الشعر في الكويت" للدكتور سليمان الشطي شارك فيها أحمد الهوارة وسالم عباس خدادة وأدارها عباس الحداد.وجرت أيضاً حفلات توقيع للكتب، منها حفلة توقيع رواية ليلى العثمان الجديدة، "فراشات صامتة"، ورواية "شماوس" للكاتب المصري أشرف أبو اليزيد الصادرة عن "دار العين للنشر"، وديوان "وشم عقارب" للشاعرة العراقية ورود الموسوي الصادر عن "دار الفارابي".الى ذلك، شهدت هذه الدورة الخطوة الأولى لتأسيس اتحاد للناشرين الكويتيين بعد إقامة مقر لاتحاد الكتاب العرب في المعرض، وهي خطوة لا تزال تحت المناقشة، وجرى التداول فيها خلال اجتماع موسع جمع مدير معرض الكويت الدولي للكتاب سعد المطيري، ورئيس اتحاد الناشرين العرب محمد عبد اللطيف مع الناشرين العرب، وعزا البعض تأخر هذه الخطوة بسبب بعض التعقيدات القانونية، على حد تعبير الناشر الكويتي احمد الديين الذي اقترح أن ينضم الناشرون الكويتيون إلى الاتحاد العام للناشرين العرب كخطوة أولى ويتم تشكيل لجنة من تجمعهم تكون نواة لبحث مشاكلهم وخطوة أولى نحو تأسيس الكيان المطلوب.وشهد المعرض مشاركة عدد من دور النشر للمرة الأوى منها جناح "دار الكتب والوثائق المصرية"، وجناح "اتحاد الكتاب العرض"، إضافة الى دار نشر خاصة هي "دار العين للنشر". لهذا كله لم تكن المصادرات هي بؤرة الحدث، لأن هناك الكثير من النشاطات، ولأن المعرض الذي حجزت فيه 310 عناوين عرض في الوقت نفسه ما يزيد على 11 ألف عنوان. الأهم من هذا كله أن كتبا حققت مبيعات كبيرة مثل "الجنسانية" لجوزف بريستو، ترجمة عدنان حسين، و"سيكولوجيا الأنوثة" للويس إبرجارت، و"عاهرة الجمهورية" لكريستين جومكور، ترجمة بشير إمام الصادرة عن "دار الحوار" السورية مثلا، وأعمال ماركيز في "دار المدى"، وأعمال دوستويفسكي في داري "الخيال" و"الطليعة".إضافة إلى نفاد بعض عناوين مركز دراسات الوحدة العربية، مثل كتب محمد عابد الجابري، و"بنية السلطة وإشكالية التسلط التربوي" للدكتور علي وطفة، و"البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست، وأعمال عبد الرحمن منيف ورسائل ابن حزم، وأعمال نجيب محفوظ في "دار الشروق"، وغيرها الكثير، ولا عزاء للرقيب العربي أينما كان
--
إبراهيم فرغلي
(الكويت )
عن : النهار

No comments: