Friday, August 29, 2008


-->
الخميس, 10 يناير 2008
د. علي الزعبي

«مبدعون كويتيون» عبارة عن مجموعة من الشباب والشابات الحرصاء على ترسيخ المبادئ الإنسانية المتمثلة في الحرية والديموقراطية والإبداع. إنهم يحلمون –وهو حلم مشروع- بقيام مجتمع كويتي جميل ونقي، لا تحكمه أعراف «الظلام» و«البؤس» التي تحرّم كل شيء حتى الحلال! إنهم ضد النزعات والتوجهات الظلامية التي تريد أن تؤجل ظاهرة الرقابة على أفكارنا وآرائنا، وعلى كل شيء يدخل في صميم حياتنا الخاصة والعامة.
«مبدعون كويتيون» يريدون إشاعة «المناخ الفكري» الراقي والأصيل، لأنهم يؤمنون بأن حياة الإنسان تقوم على ركيزة أساسية تتمثل في حرية «الروح والفكر» وديموقراطية «النفس والذهن»، وكلها عوامل رئيسة لجعل «الإبداع» حالة عامة في المجتمع، لا حالة خاصة بأفراد محدودين ومعزولين.
يقول المثل الأميركي «أن تحب شخصا ما .. عليك أن تجعله حراً»، والحرية هنا يجب أن لا تفهم على طريقة أولئك الظلاميين الذين دائما ما يربطونها بالانحلال الخلقي وأمور الكفر والزندقة. إن الحرية التي ينشدها أعضاء «مبدعون كويتيون» لا تخرج مطلقا عن نطاق طبيعة أهل الكويت التي ارتبطت بأمور إنسانية بسيطة وواضحة لا تتعارض وعالم الأخلاق المثلى، بل إنها تؤجل هذه الأخلاق من خلال التأكيد على حفظ «كرامة الإنسان» وحقه في «التفكير الحر» غير المقيد.
لقد بليت الكويت في الثلاثين سنة الأخيرة، بجماعات سياسية همها الأول والأخير تقييد المجتمع والحجر على عقله وذلك عن طريق الترهيب والتجريم والتحريم، وقد حققت هذه الجماعات نجاحا كبيرا في تحقيق أجندتها – أجندة الحزن والبلاهة! بل انهم تطاولوا على تحية العلم في المدارس، والتي قالوا بتحريمها وضرورة إلغائها! في الوقت الذي استسلمت لهم، وفي الثلاثين سنة الأخيرة، الحكومات المتعاقبة، والتي كانت أجبن من أن تقف مع المجتمع الكبير ضد هذه الأقلية المتعنتة! لقد باعت الحكومات المتعاقبة كيانها واحترامها من أجل مصالح ضيقة أضاعت البلد وجعلته يعيش دوامة الضياع حتى اللحظة.
«مبدعون كويتيون» يمثلوننا، بكل نزعاتنا وأفكارنا وطموحاتنا التي تهدف إلى جعل الكويت بلد الإبداع الإنساني وبأشكاله كافة، وهو إبداع إن تحقق، فإنه سوف يجعلنا نسهم في صناعة «التاريخ» الإنساني المعاصر، الذي أصبح مفتوحا للكل ولا مجال فيه للعزل والانعزال. إنهم يمثلوننا بكل ما نملك من حواس تعشق الانطلاق نحو سمو الكمالات الإنسانية التي تجعل من الإنسان إنسانا لا مجرد كائن خامل وخافت في عالم متحرك كعالم اليوم.
شخصيا ليست لدي «عضوية» في جماعة «مبدعون كويتيون»، إلا إنني أفخر بهم وبأن أكون واحداً من مناصريهم ومؤيديهم لأنهم يعملون لنا ومن أجلنا. إنهم نحن .. ونحن هم، وعلى كل مخلص وطني يريد الخير لهذا البلد أن يدعمهم بطريقتة الخاصة.
* * *
دعمك يضيء شمـــعة ضد المصادرة والقمع
شكرا د. علــــي الزعبي .. المشاركة بـــ كلماتك كانت في يناير من 2008
و المشاركة الآن اغسطس 2008 ، تجيئ بشكل شخصي وحميم عبر خطابك في التجمع الأخير بالتعاون مع جمعيــــة المحاميـــــن الكويتية... لكما الشكر

Thursday, August 28, 2008

تغطيات صحفية لـ ماذا عن حرية التعبير؟



مبــــــدعون كويتيــــــون


مثقفون وفنانون دعموا حرية التعبير
الحرية لابد أن تشمل كل المقيمين على أرض الكويت

كتب /مهاب نصر/ جريدة النهـــــــار

شهدت جمعية المحامين مساء الثلاثاء 26 أغسطس ملتقى ثقافيا دعا إليه تجمع (مبدعون كويتيون) تحت عنوان (ماذا عن حرية التعبير؟) يدعمهم لفيف من الناشطين السياسيين والحقوقيين من بينهم عبدالمحسن مظفرعضوجمعية حقوق الإنسان ومحمد العبدالجادر عضو مجلس الأمة والدكتور علي الزعبي والدكتورة ابتهال الخطيب، الذين تناولوا جميعا ما تتعرض له الكويت ثقافة وممارسة اجتماعية وإنسانية من ضغط أصولي يهمش حرية الفرد ويصادر قدرته على الإبداع ويجر المجتمع إلى حظيرة الطاعة العمياء والانغلاق الحضاري. كانت نبرة الانتقاد واضحة منذ صعود أحد أفراد المجموعة على المسرح وهو الشاعر محمد هشام المغربي الذي استهل الندوة بأبيات شعرية يقول مطلعها :نامي جياع الشعب نامي نامي عقول الشعب نامي ثم تحدث الكاتب والباحث عقيل عيدان الذي أوضح أن جوهر الأزمة التي يمر بها المجتمع الكويتي هي انشقاقه بين زمنين : زمن العولمة والمكاسب المدنية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وزمن مصادرة الفكر وتسليط حكم التجديف أو الكفر. وألمح إلى محاولات بعض الجماعات مستثمرة المبادئ الديموقراطية لجر المجتمع إلى زمن مظلم لتكميم الأفواه. وقال في تقديمه للمتحدثين ان نشاط المجموعة الداعم لحرية التعبير ربما يصبح ملتقى شهريا. ويبدو أن الشعر كان سيد الموقف حيث استهل د. علي الزعبي الأستاذ في جامعة الكويت كلمته بأبيات تتهكم على قمع حرية التعبير. تعرضت كلمة الزعبي إلى التحول الذي شهدته الكويت دولة ليبرالية في الستينيات والسبعينيات إلى الدولة الهجين منذ التسعينيات ومشكلة هذه الدولة أنها تريد أن تحيا في ظل التطور وفي الوقت نفسه تعيش في كنف الموروث الشعبي، وقال إن الدولة الهجين لا تحقق شرط حرية التعبير كما عبر عن قلقه إزاء تغير السلوك العام للمواطنين الذين صاروا يبتهجون بتقييد حريتهم الشخصية وقال «معنى ذلك أن هناك خللاً نفسياً». وأشار إلى الجهد العكسي الذي تبذله شعوب أخرى حين تشعر بتعرض حريتها للخطر كما هو شأن مناهضي العولمة في الولايات المتحدة الأميركية. وتعجب من الفهم الخطأ للحرية باعتبارها رديفة الانحلال الخلقي. كما انتقد لجنة الظواهر السلبية التي اعتبرت نفسها مسؤولةـ دون اختصاص عن تحديد ما هو سلبي من الظواهر الاجتماعية. وقال أيضا ان السلطة التنفيذية والمنظمات وحتى الأفراد الداعين إلى الحرية يتقاعسون عن دعمها بحضور الفعاليات والندوات. وختم كلمته بالإشارة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل حرية التعبير. النائب محمد العبدالجادر استهل كلمته بالتأكيد على أن صوته وزملاءه في مجلس الأمة سيكون للدفاع عن الحرية والحفاظ على ما قرره الدستور الكويتي في هذا الشأن من مبادئ متطورة. وقال العبدالجادر إن تقييد الحرية لم يعد يقتصر على السلطة وحدها. وانتقد المفهموم الخطأ المتمثل في الاعتداء على خصوصيات الأفراد كما حدث في موضوع مستشفى رويال حياة، كما انتقد مطالبة بعض النواب بمنع بث الصور التلفزيونية للأولمبياد اعتقادا بأنها تخدش الحياء وكأن الكويت تعيش في طريق مختلف عن العالم. وأكد العبدالجادر أن الحرية هي أثمن ما أعطى المشرع الكويتي وتعهد بالحفاظ عليها والدفاع عنها دون خوف. ثم تحدثت الكاتبة والروائية ميس العثمان التي أشارت في كلمتها إلى ما ندين به لكل من فتحوا طريقا إلى الحرية. واستشهدت بالفيلسوف جون ستيوارت ميل الذي جرم إسكات المخالفين لنا في الرأي وإن كان شخصا واحدا مقابل الجماعة، في حين هناك في الكويت فئة واحدة تريد إحكام قبضتها على حياة المجتمع بأسره. وربطت ميس العثمان بين حرية التعبير وبين الإبداع، وتعرضت إلى ما يواجهه المبدع الكويتي من حرب شديدة ما يجعله في تخوف دائم من الاتهامات بالردة أو التجديف ، شاغلا فكره بالتوتر والترقب عوضا عن أن يكون مشغولا بفكر مغاير ينهض بالإنسان والمجتمع. ودعت العثمان المؤيدين لحرية التعبير إلى التحرك والفعل بعيدا عن روح اليأس والانهزامية. من جانبه ركز الأستاذ عبدالمحسن مظفر في كلمته على أن الحرية تشمل حرية التعبير والممارسة، وأنها كذلك تشمل كل المقيمين على أرض الكويت، موضحا ما تقوم به جمعية حقوق الإنسان في هذا الصدد حيث أقامت ندوة في العام الماضي حول حقوق البدون، كذلك أشار إلى حقوق العمالة الوافدة، وحق الإنسان في مراجعة معتقداته. وانتقد مظفر فلسفة (المنع) لأنها تتناقض مع التطور الهائل لوسائل التعبير وتداول المعلومات، كما أنها تأتي بردود فعل عكسية وفق منطق (الممنوع مرغوب)، وفي إطار حالة الطغيان الشعري اختتم مظفر كلمته بنص لنزار قباني يتضمن دعوة صريحة ضد قمع الفكر والإبداع. ثم ألقى القاص والفنان يوسف خليفة بعضا من القصص القصيرة تدور جميعها حول موضوع الحرية، وذلك قبل أن تختتم د. ابتهال الخطيب الندوة بكلمة أشارت فيها إلى ضرورة تقبل الآخر استنادا إلى مبدأ (أنا على صواب يحتمل الخطأ)، وأن الحل الوحيد للتعايش هو التسامح، وأن للحرية ثمنا علينا أن ندفعه كما أشارت إلى أن الضمانة لأخلاق المجتمع هي التثقيف الاجتماعي. واختتمت الخطيب بعرض توصيات المجموعة المنظمة المتمثلة في تعزيز الحرية كمبدأ، التأكيد على الحرية المسؤولة دستورياً، وحماية المبدع الكويتي.

ماذا عن حرية التعبير !؟ / 2

الشاعر الباحث أ.عقيل يوسف عيدان ، قدّم الندوة
الروائية/ ميس خالد العثمان، قرأت كلمتها حول حال المبدعين في الكويت

القاص/الفوتوغرافي يوسف خليفة ، مطالبا بالحرية عبر السرد القصصي المتميّز
شعار الندوة الجماهيرية

مبدعون كويتيون يتساءلون: ماذا عن حرية التعبير؟
أميرة القصير/صحيفة أوان الكويتية

هناك منسي في كتابات ومطالبات وأفكار الذين انبروا لـ «خنق» او محاصرة حرية التعبير في الكويت، وهذا المنسي هو الإعلان العالمي لحقوق الانسان والمادة 19 منه تحديدا والتي تقول: «لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء من دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها الى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود».
بهذه الكلمات بدأ الشاعر عقيل عيدان ندوة تجمع «مبدعون كويتيون» التي نظمت مساء أول من أمس في جمعية المحامين الكويتية وحملت عنوان «ماذا عن حرية التعبير؟!» وتحدث فيها أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت. د.علي الزعبي، عبدالمحسن مظفر من جمعية حقوق الإنسان، النائب محمد العبد الجادر، د.ابتهال الخطيب، والأدباء محمد المغربي، يوسف خليفة وميس العثمان والذين رأوا في المقبل الملامح التي لاتبشر بالخير من مشهد سياسي تزداد فيه الأزمات التي يزرعها البعض كالشوك الذي يخز المجتمع ويتطاول على الدستور، ومطالبة بوقفة جادة للحد من ذلك لما فيه من ضرر للوطن والمواطن وكل من يعيش على أرض كانت مرتع الديمقراطية وحرية الكلمة.
وقال العيدان مشيرا إلى هذه الإشكالية: «بما يكمن اشكال التضييق تضييقا شديدا على حرية التعبير فعلا في انتماء المجتمعات العربية، الاسلامية -ومنها الكويتي- الى زمنين في الوقت نفسه، زمن العولمة والمكاسب المدنية والاعلان العالمي لحقوق الانسان، وزمن مصادرة الفكر وتسليط حكم التجديف أو الكفر!»
وأردف أن «هذه المجتمعات تريد أن تستعمل مبادئ الزمن الديمقراطي كالحوار مثلا، لجر البشرية الى الزمن اللاهوتي المظلم وتكميم الافواه، ومصادرة الآراء الفكرية، والتعبيرات الفنية. ولتصدير بؤسنا المدني والفكري الى كل العالم
».
د.علي الزعبي بدأ من جهته متسائلا: «هل أصبح الكلام محرما كما قال الشاعر معروف الرصافي في إحدى قصائده؟» معتبرا أن السؤال «ماذا عن حرية التعبير؟» يحمل الكثير من التعقيد في فترة تحولت فيها دولة الكويت من دولة مدنية إلى دولة هجين،حيث تعيش مشكلة مابين ظل التطورات والتكنولوجيا ووسائل الإعلام التي تفتح الآفاق أمام الجميع وبين الموروث القديم، حينها تتخبط التنمية وتنعدم حالة الوعي، لتفرز حالة حرية وديمقراطية لن تتحقق في هذه الأجواء.
ورأى في التعليم شرطا من شروط التطور في المجتمع المدني ويدعم تغيير المناهج هذه الخطوة وفي المجتمع الهجين قد لا تتحقق هذه الشروط لخطورة المزج الشعبي، وتناول العديد من القرارات السلبية التي صدرت من مجلس الأمة والتي تؤثر على المجتمع وطريقة تفكيره بشكل سلبي وخطير وخصوصا الأفراد الذين يتأثرون بمثل تلك القرارات، مقارنة بالمجتمع الأميركي الذي كان أقوى تجمع ضد العولمة في حين خرجت ظاهرتها من الولايات الأميركية نفسها. لأنها تسحب دولة الرفاه.
ولفت د.الزعبي إلى أن هناك حالة غسل مخ للأفراد ولابد أن يكون أي قرار يخص المجتمع صادرا من جهات متخصصة وواعية لأي ظاهرة بشكل علمي واجتماعي مدروس بعيدا عن التدخل بالحريات العامة وخصوصيات الناس وكسر الخصوصية لأنها من المقدسات التي لاتمس
.
بدوره أكد النائب محمد العبدالجادر أن الحرية قيمة كبيرة وديمومة وليست لحظات عابرة، وفي مجلس الأمة هناك صوت دائم من أجل الحرية والدفاع عنها في وقت كفل فيه الدستور الكويتي كل الحقوق في حرية التعبير.
ورأى في عدم فهم البعض لمفهوم الحرية في السلطة التنفيذية المشكلة الكبيرة ومن هنا تكون ردود الفعل قاسية لأن تقييد الحريات لايقبله احد في وقت على الجميع أن يتعلم قيم التسامح والمصالحة مع الاخر وعدم التدخل بالخصوصيات واثارتها اعلاميا بشكل محرض. مشددا على ضرورة رفع الصوت عاليا ضد كل من يحاول تقييد الحريات وتجاوز الدستور وقوانينه.
من جانبه دعا ممثل جمعية حقوق الانسان عبد المحسن مظفر الى حماية كل الحريات وممارستها، ويشمل ذلك ليس المواطنين وحدهم بل المقيمين أيضا، لان الحريات للإنسان ولا تفريق فيها بين الجنسيات، وليس من حق انسان حرمان أخيه الانسان من حقوقه
.
حياة خالية
بدأت القاصة ميس العثمان بمقولة للفيلسوف سقراط والتي يقول فيها «حياة خالية من التحديات، حياة يجب ألا نحياها».
ورأت أن حرية التعبير عن الرأي، هي الحرية في عرض الاراء والافكار والتوجهات عن طريق الكتابة او الكلام او من خلال عمل فني مهما كان شكله، دون رقابة او تسلط او قيود او مصادرة من «سلطة ما»..
وقالت : لربما سنظل ندين بالعرفان لمن سبقونا قهرا وتصورا انسانيا، اذ فتحوا الطريق نحو الحرية، ونحو الحياة بتفاصيلها ونحو التقدم الذي ننعم به، فبدايات «حرية التعبير» تعود للقرون الوسطى، وتحديدا في انجلترا العام 1689 حينما اصدر البرلمان البريطاني قانون «حرية الكلام في البرلمان» وبعد عقود من الصراع في فرنسا تم اعلان حقوق الانسان والمواطن في العام 1789 عقب الثورة الفرنسية، وقد نص هذا القانون على: «ان حرية الرأي والتعبير جزء اساسي من حقوق المواطن».
ولفتت إلى المطالبة «الاصولية» بمنع تدريس مادة الفلسفة في المدارس الثانوية كخطوة اولى «اذ سيتمدد الاقتراح ليشمل ما هو اعلى من ذلك» ويجدر بي الاشارة الى ان الفيلسوف البريطاني Jhn Stuart Mil 1806 - 1873 هو من اوائل الداعين الى حرية التعبير عن الرأي مهما كان هذا الرأي غير اخلاقي في نظر البعض حيث قال: «اذا كان كل البشر يمتلكون رأيا واحداً، وكان هناك شخص واحد فقط يمتلك رأيا مخالفا، فان اسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيامه بإسكات كل بني البشر اذا توفرت له القوة».
وأكدت أن هذا يتنافى تماماً مع التسلط او مع احادية الفكر او الانصراف عن التعددية واختلاف الرأي، مما يمارس ضدنا كمواطنين مختلفين في الكويت، اذ تسعى فئة واحدة لحكم قبضتها على كل مناحي الحياة في الكويت بدءا من حرية الاعتقاد الديني، وحرية اختيار التعليم المشترك، وحرية الابداع بكل اشكاله مرورا بحرية القراءة والتفكر والسؤال، وانتهاء بحرية الآخر في رفض مساعيهم المتسلطة!
وأضافت العثمان: «في الوقت الذي ندعو فيه الى مجتمع مدني مبني على الاختيار والتعددية الفكرية، وبالتالي الحرية التي ترتفع معها المسؤولية، يظهر لنا من يرى ان مطالبنا هذه انما تدعو الى «التفلت» و «الانحلال»، بينما تأتي الحرية لتتزامن بالمعنى مع السؤال والبحث والابداع والتنوير والتغيير. فالقيود -أيا كان واضعها- ليست سوى «سلاح» يتخفى تحت اي ستار يشل المقيدين ويحول دون الانطلاق بالفكر والتجريب والاشتباك مع الاسئلة ومع الخلق والنهوض من ببين ركام البعيد، وبالتالي يطمئن المتسلطون لبقاء الانسان في كنفهم وكهفهم المظلم
اعتبرت د.ابتهال الخطيب أن التجمع لحضور مثل هذه الندوة يؤكد اهتماما حقيقيا وشعورا كبيرا بالخطر المقبل على حرياتنا.
وتلت على الحضور 3 توصيات من مجموعة «مبدعون كويتيون» مؤكدة قبل قراءتها أن الحرية تبنى على ثقافة قبول الاخرين، وتقبل فكرة الاختلاف بحد ذاتها مع تمسك كل منا تماما بمبادئه وفكره ومعتقده،
وقالت إن مبدأ «أنا على صواب يحتمل الخطأ » هو مبدأ رائع، انساني جداً، ولكن من الصعب على الكثير منا مواربة الباب على افكاره ومعتقداته ومحاولة اعادة النظر فيها او حتى تقبل فكرة انها قد لا تكون صواباً او تحتمل الخطأ فهذا التفكير على عمقه وجماله غير مطلوب من الجميع.
وأردفت: « نحن لا ندعو إلى إعادة بناء النفسية الانسانية في مجتمعناً ولكن المطلوب هو بجانب الايمان التام بالمبادئ والعادات والمعتقدات ان نتذكر كذلك ان غيرنا، المختلف عنا يملك ذات الايمانيات يعيش بذات اليقين يشعر بذات الالتزام اننا كبشر جميعاً نتمسك بقناعاتنا، ندافع عنها».
وتابعت د.ابتهال الخطيب: «قلة منا يستطيعون ان يلتزموا الحياد التام في افكارهم وان يقيمو آراء غيرهم موضوعياً وبموازاة افكارهم، نحن هنا اليوم لنؤكد ضرورة التقبل، فقط ان نذكر انفسنا باستمرار بان غيرنا المختلف عنا بافكاره ومعتقداته متشابه معنا تماما في ايمانه بصحة موقفه وسلامة معتقده، ومثل الكثر منا تماما على استعداد لأن يضحى حتى بنفسه في سبيل افكاره الحل الوحيد للتعايش هو التسامي وترك فسحة للآخرين للتعبير عن آرائهم وممارسة معتقداتهم وإيمانياتهم أيا كانت».
وأكدت أن الحرية أغلى ما يملك الانسان، لها طعم العسل، تحمل احتراما للآخرين، احتراما لاختلافاتهم، ولا تأتي دون ثمن.
وكانت توصيات «مبدعون كويتيون» تعزيزا للحرية كمبدأ وإلغاء الرقابة والمنع جزءا أصيلا من تحقيق الحرية بمجملها، فضلا عن التأكيد على «الحرية» المسؤولية تحت مظلة القوانين الدستورية وحقوق الانسان، التأكيد على حماية المبدع الكويتي وتأمين حياته وكرامته وإبداعه وتعزيز فكرة التسامح وقبول الرأي الآخر
..

ماذا عن حريـــــــــــــة التعبير !؟

الشاعر محمد هشام المغربي .. افتتح الندوة " شعراً رائعاً"
د.ابتهال الخطيب ، ألقت كلمتها بتميز واعطت التوصيات الاخيرة

د. على الزعــــبي مسانداً لقضية الحريات

النائب محمد العبدالجادر وعد الكويت بالسعي نيابيا لنيل المزيد من الحريات



أ.عبدالمحسن مظفر مؤازرا وداعما للحريات




نظّمت جماعة "مبدعون كويتيون" ندوة جماهيــرية تحت عنوان "ماذا عن حرية التعبير؟"

وذلك مساء يوم الثلاثاء الموافق 26 اغسطس 2008، بالتعاون مع جمعية المحاميــــن الكويتية، وقد شارك فيها جمع من الكتّاب والمثقفين والمبدعين والناشطين السياسيين في الكويت، وحضرها عدد رائع من جمهور الذي تفاعل مع الشكل الغير نمطي الذي تم فيه تقديم وإدارة الندوة

سنقوم بنشر تغطيات الصحف المحلية بشكل متتالي لتمكينكم من الاطلاع على التحليلات الصحفية كلها .. حتى نلتقي مرة جديدة في تجمع آخر.



تغطيات الندوة الجماهيـرية 26 اغسطس 2008

الضيوف المشاركين و تجمع مبدعون كويتيون





العبد الجادر: الحرية حياة كاملة يعيشها الفرد... والإسلام يرفض التعرض لحياة الأفراد الخاصة




مظفر: المنع أفضل طريقة لانتشار الكتاب




الخطيب: تجمع شهري للمثقفين لإيصال أصواتهم




* * *




تجمع «مبدعون كويتيون» أهمية حرية التعبير في ندوة «ماذا عن حرية التعبير» التي أحيتها مجموعة من المثقفين في جمعية المحامين الكويتية، تحدث كل منهم عن حرية التعبير وأهميتها في حياة الفرد وتطور المجتمع ونهضته.
شدد عضو مجلس الامة النائب محمد العبدالجادر على ان حرية التعبير هي جزء من حياة الفرد، مشيرا الى التكريم الذي لاقاه الاديب الروسي الذي وافته المنية أخيرا والتي كانت بسبب كتاب غيّر مجرى الحياة في الاتحاد السوفييتي، واضاف العبدالجادر في الندوة، التي عقدها تجمع «مبدعون كويتيون» مساء أمس الاول في جمعية المحامين الكويتية، والتي كانت تحت عنوان «ماذا عن حرية التعبير»، أن الحرية هي حياة كاملة يعيشها الانسان، مشددا على الدور المنوط به في مجلس الامة والذي سيحمل على عاتقه تعزيز الحريات التي يزخر بها الدستور الكويتي، لاسيما حرية التعبير التي ما زالت تقمع من قبل السلطات في شتى انحاء العالم «لكن المشكلة في الكويت قد باتت معقدة بسبب بعض الزملاء في السلطة التشريعية الذين يمتلكون مفهوما مغايرا عن الحرية»، كما ضرب مثالا بالحفل الذي اقامته مستشفى رويال حياة في احد الفنادق، والذي يعتبر حفلا خاصا اقيم خارج المستشفى، الامر الذي يجعل المشرع يتعرض لحياة الافراد الخاصة التي لا يرضاها حتى الدين الاسلامي، موضحا أنه لا يشجع ذلك السلوك وان كان خاصا، واشار العبدالجادر الى التقصير الذي يقع على عاتق الجميع من المثقفين وغيرهم من مؤسسات المجتمع المدني الذين يجب ان يتحلوا بالشجاعة لمواجهة اي قانون يحد من الحريات، مشيدا برد جمعيات النفع العام الاخير الذي جعل مجلس الوزراء يتراجع عن قانون كان سيقيد انشطتها، موضحا أن الحريات لا تقتصر فقط على الحريات الاخلاقية وحسب وانما تشمل الحرية الفكرية وحرية الرأي.
هذا وقد قدم الندوة الباحث عقيل عيدان حين تلا المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي تقول: «لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء من دون مضايقة، وفي التماس الانباء والافكار وتلقيها ونقلها الى الآخرين بأي وسيلة دونما اعتبار للحدود»، تلته مقدمة بسيطة عن موضوع الندوة.
انتقاص الحريات
من جانبه، ذكر استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. علي الزعبي أن حرية التعبير تحتاج الى بيئة تنمو بها، لكن الكويت في الفترة الحالية لا تسمح بذلك النمو بسبب تحول الكويت الى دولة «الهجين»، ويعتبر الزعبي الهجين هو الخليط ما بين التطورات التكنولوجية والتمسك بالقديم، حيث باتت الكويت تفتقد الديمقراطية التي تحتاج الى جو تنموي تعيش به، مشيرا الى مدى التناقض الذي يعيشه المشرع الكويتي من ناحية سن القوانين المتعلقة بالحريات، ضاربا مثالا بمجلس الامة السابق (2006) الذي أقر عدم عمل الرجل في اماكن البيع الخاصة بالنساء، تلاه بعد فترة وجيزة قانون آخر يقر عدم عمل المرأة بعد الساعة الثامنة مساء، متعجبا من مدى التناقض في القانونين اللذين كانا نتاج المناخ السائد والذي توافق به الاكثرية على انتقاص حرياتها، موضحا أن الواقع الكويتي في الخمس عشرة سنة الاخيرة لا يشجع على التمتع بأي نوع من أنواع الحريات الفطرية والتي لا ترتبط اطلاقا بالانحلال الاخلاقي، مؤكدا أن غسل المخ الذي مورس على الشعب الكويتي بات يصور لهم الحرية بأنها الانحلال الاخلاقي، مؤكدا أن لجنة الظواهر السلبية الدخيلة هي لجنة لا يمكنها ان تدرس مظهرا لم يتعمم على المجتمع بعد، متسائلا: عن المقاييس التي تضعها اللجنة لتلك الظواهر وعن ماهية التوصيات، مشيرا الى أن الحفل الذي اقيم أخيرا «حفل خاص واقتحام خصوصية الغير هي المشكلة الاكبر».
تاريخ الحرية
من جهتها، عرّفت الروائية ميس العثمان حرية التعبير بأنها الحرية في عرض الآراء والافكار والتوجهات عن طريق الكتابة او الكلام او الاعمال الفنية من دون رقابة او تسلط او قيود او مصادرة من سلطة، مشيرة الى البدايات التي مورست للوصول الى حرية التعبير الحالية منذ القرون الوسطى في انجلترا الى اعلان حقوق الانسان عقب الثورة الفرنسية، واشارت في حديثها عن المطالبة الاصولية بمنع تدريس مادة الفلسفة في المدارس الثانوية الى الفيلسوف جون ستارت ميل القائل: «اذا كان البشر يمتلكون رأيا واحدا وكان هناك شخص واحد فقط يمتلك رأيا مختلفا فإن اسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيامه بإسكات كل بني البشر اذا توافرت له القوة»، مؤكدة انه اول من نادى بحرية التعبير عن الرأي الذي تسعى فئة واحدة في الكويت الى حكم قبضتها على كل مناحي الحياة بدءا من حرية الاعتقاد الديني وحرية حق اختيار التعليم المشترك وحرية الابداع بكل اشكاله، مرروا بحرية القراءة والتفكر والسؤال، وانتهاء بحرية رفض مساعي تلك الفئة المتسلطة، موضحة مدى ارتباط التطور بحرية التعبير والفكر، وختمت العثمان بدعوة وجهتها إلى مؤيدي حرية التعبير للعمل والاشتغال، وذلك لانقاذ المجتمع بفكرهم وابداعهم واعلاء صوتهم الرافض للتقييد بكل شجاعة «فالخائف لايصنع حريته ابدا».
هل تسمحون لي؟
وأضاف الكاتب عبدالمحسن مظفر أن المنع افضل طريقة لانتشار الكتاب، مشيرا الى منع الخميني كتاب آيات شيطانية والذي بات يتوافر في كل منزل مسلم بعد ذلك المنع، موضحا مدى عدم ادراك الرقيب لذلك، كما تلا قصيدة تتحدث عن حرية التعبير للشاعر نزار قباني تحت عنوان «هل تسمحون لي؟»، وختمت استاذة اللغة الانجليزية وعضوة تجمع «مبدعون كويتيون» د. ابتهال الخطيب الندوة بمجموعة من المطالب والتوصيات من قبل التجمع، شاكرة الحضور على تواصلهم، مشيرة الى ان هذا التجمّع سيكون شهريا ليتسنى للمثقفين ايصال اصواتهم.








منــال المكيمي/ جريدة الجريدة