Thursday, August 28, 2008

تغطيات الندوة الجماهيـرية 26 اغسطس 2008

الضيوف المشاركين و تجمع مبدعون كويتيون





العبد الجادر: الحرية حياة كاملة يعيشها الفرد... والإسلام يرفض التعرض لحياة الأفراد الخاصة




مظفر: المنع أفضل طريقة لانتشار الكتاب




الخطيب: تجمع شهري للمثقفين لإيصال أصواتهم




* * *




تجمع «مبدعون كويتيون» أهمية حرية التعبير في ندوة «ماذا عن حرية التعبير» التي أحيتها مجموعة من المثقفين في جمعية المحامين الكويتية، تحدث كل منهم عن حرية التعبير وأهميتها في حياة الفرد وتطور المجتمع ونهضته.
شدد عضو مجلس الامة النائب محمد العبدالجادر على ان حرية التعبير هي جزء من حياة الفرد، مشيرا الى التكريم الذي لاقاه الاديب الروسي الذي وافته المنية أخيرا والتي كانت بسبب كتاب غيّر مجرى الحياة في الاتحاد السوفييتي، واضاف العبدالجادر في الندوة، التي عقدها تجمع «مبدعون كويتيون» مساء أمس الاول في جمعية المحامين الكويتية، والتي كانت تحت عنوان «ماذا عن حرية التعبير»، أن الحرية هي حياة كاملة يعيشها الانسان، مشددا على الدور المنوط به في مجلس الامة والذي سيحمل على عاتقه تعزيز الحريات التي يزخر بها الدستور الكويتي، لاسيما حرية التعبير التي ما زالت تقمع من قبل السلطات في شتى انحاء العالم «لكن المشكلة في الكويت قد باتت معقدة بسبب بعض الزملاء في السلطة التشريعية الذين يمتلكون مفهوما مغايرا عن الحرية»، كما ضرب مثالا بالحفل الذي اقامته مستشفى رويال حياة في احد الفنادق، والذي يعتبر حفلا خاصا اقيم خارج المستشفى، الامر الذي يجعل المشرع يتعرض لحياة الافراد الخاصة التي لا يرضاها حتى الدين الاسلامي، موضحا أنه لا يشجع ذلك السلوك وان كان خاصا، واشار العبدالجادر الى التقصير الذي يقع على عاتق الجميع من المثقفين وغيرهم من مؤسسات المجتمع المدني الذين يجب ان يتحلوا بالشجاعة لمواجهة اي قانون يحد من الحريات، مشيدا برد جمعيات النفع العام الاخير الذي جعل مجلس الوزراء يتراجع عن قانون كان سيقيد انشطتها، موضحا أن الحريات لا تقتصر فقط على الحريات الاخلاقية وحسب وانما تشمل الحرية الفكرية وحرية الرأي.
هذا وقد قدم الندوة الباحث عقيل عيدان حين تلا المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي تقول: «لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء من دون مضايقة، وفي التماس الانباء والافكار وتلقيها ونقلها الى الآخرين بأي وسيلة دونما اعتبار للحدود»، تلته مقدمة بسيطة عن موضوع الندوة.
انتقاص الحريات
من جانبه، ذكر استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. علي الزعبي أن حرية التعبير تحتاج الى بيئة تنمو بها، لكن الكويت في الفترة الحالية لا تسمح بذلك النمو بسبب تحول الكويت الى دولة «الهجين»، ويعتبر الزعبي الهجين هو الخليط ما بين التطورات التكنولوجية والتمسك بالقديم، حيث باتت الكويت تفتقد الديمقراطية التي تحتاج الى جو تنموي تعيش به، مشيرا الى مدى التناقض الذي يعيشه المشرع الكويتي من ناحية سن القوانين المتعلقة بالحريات، ضاربا مثالا بمجلس الامة السابق (2006) الذي أقر عدم عمل الرجل في اماكن البيع الخاصة بالنساء، تلاه بعد فترة وجيزة قانون آخر يقر عدم عمل المرأة بعد الساعة الثامنة مساء، متعجبا من مدى التناقض في القانونين اللذين كانا نتاج المناخ السائد والذي توافق به الاكثرية على انتقاص حرياتها، موضحا أن الواقع الكويتي في الخمس عشرة سنة الاخيرة لا يشجع على التمتع بأي نوع من أنواع الحريات الفطرية والتي لا ترتبط اطلاقا بالانحلال الاخلاقي، مؤكدا أن غسل المخ الذي مورس على الشعب الكويتي بات يصور لهم الحرية بأنها الانحلال الاخلاقي، مؤكدا أن لجنة الظواهر السلبية الدخيلة هي لجنة لا يمكنها ان تدرس مظهرا لم يتعمم على المجتمع بعد، متسائلا: عن المقاييس التي تضعها اللجنة لتلك الظواهر وعن ماهية التوصيات، مشيرا الى أن الحفل الذي اقيم أخيرا «حفل خاص واقتحام خصوصية الغير هي المشكلة الاكبر».
تاريخ الحرية
من جهتها، عرّفت الروائية ميس العثمان حرية التعبير بأنها الحرية في عرض الآراء والافكار والتوجهات عن طريق الكتابة او الكلام او الاعمال الفنية من دون رقابة او تسلط او قيود او مصادرة من سلطة، مشيرة الى البدايات التي مورست للوصول الى حرية التعبير الحالية منذ القرون الوسطى في انجلترا الى اعلان حقوق الانسان عقب الثورة الفرنسية، واشارت في حديثها عن المطالبة الاصولية بمنع تدريس مادة الفلسفة في المدارس الثانوية الى الفيلسوف جون ستارت ميل القائل: «اذا كان البشر يمتلكون رأيا واحدا وكان هناك شخص واحد فقط يمتلك رأيا مختلفا فإن اسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيامه بإسكات كل بني البشر اذا توافرت له القوة»، مؤكدة انه اول من نادى بحرية التعبير عن الرأي الذي تسعى فئة واحدة في الكويت الى حكم قبضتها على كل مناحي الحياة بدءا من حرية الاعتقاد الديني وحرية حق اختيار التعليم المشترك وحرية الابداع بكل اشكاله، مرروا بحرية القراءة والتفكر والسؤال، وانتهاء بحرية رفض مساعي تلك الفئة المتسلطة، موضحة مدى ارتباط التطور بحرية التعبير والفكر، وختمت العثمان بدعوة وجهتها إلى مؤيدي حرية التعبير للعمل والاشتغال، وذلك لانقاذ المجتمع بفكرهم وابداعهم واعلاء صوتهم الرافض للتقييد بكل شجاعة «فالخائف لايصنع حريته ابدا».
هل تسمحون لي؟
وأضاف الكاتب عبدالمحسن مظفر أن المنع افضل طريقة لانتشار الكتاب، مشيرا الى منع الخميني كتاب آيات شيطانية والذي بات يتوافر في كل منزل مسلم بعد ذلك المنع، موضحا مدى عدم ادراك الرقيب لذلك، كما تلا قصيدة تتحدث عن حرية التعبير للشاعر نزار قباني تحت عنوان «هل تسمحون لي؟»، وختمت استاذة اللغة الانجليزية وعضوة تجمع «مبدعون كويتيون» د. ابتهال الخطيب الندوة بمجموعة من المطالب والتوصيات من قبل التجمع، شاكرة الحضور على تواصلهم، مشيرة الى ان هذا التجمّع سيكون شهريا ليتسنى للمثقفين ايصال اصواتهم.








منــال المكيمي/ جريدة الجريدة














No comments: