Tuesday, January 15, 2008

المعرض الابداعي المفتوح 3

مع فهد المطيري، الحريـــــة بتنويعات الخط
مبدعون ، يوسف خليفة وعقيل عيدان

لوحات/رسومات الاطفال استقرت معرضاً على سياج الحديقة تشجيعا لـ جمالهم
المحامــي أ.عبدالعزيز طاهر الخطيب وومضة قانونية حول الحرية

مجسّم معبّر عن الحرية من تصميم وتنفيذ يوسف خليفة
****

اعتصامهم المغاير في حديقة العديلية العامة
'مبدعون كويتيون'.. كسروا حدود المكان وتشبثوا بالحرية.

كتب محمد النبهان/ القبس الكويتية
على أرضية خضراء، تنتصب في منتصفها أبراج خزانات الماء (الشكل الذي تنفرد فيه الكويت منذ زمن طويل كرمز للحياة/الماء) بلونيها الأبيض والأزرق، كان 'اليوم الإبداعي المفتوح' الذي هندس تفاصيله 'مبدعون كويتيون' في احتفال يدعو إلى الحرية ويناهض أي فكرة لمصادرة وقمع الإبداع. لونان جاءا رمزا كذلك لحرية التعبير.. حرية الاختيار عند 'مبدعون كويتيون' في الاعتصام الثالث لهم بعد سابقتين، الأولى أمام مبنى رابطة الأدباء، والثانية أمام بوابة معرض الكتاب الأخير، ليكون الاعتصام الثالث تحررا أكثر من 'المكان' إلى حديقة عامة ولقاء اجتماعي أسري بدأ من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الخامسة من مساء السبت الماضي.على هذا البساط الأخضر، وتحت سماء مفتوحة لأزرق يمتد من أقصى الأفق إلى أقصاه بتعدد الاتجاهات والأفكار والفنون والأشكال التعبيرية، تنوعت فعاليات هذا اليوم الإبداعي. وعلى سور الحديقة الأخضر علق فنان الكاريكاتير عبد العزيز حاجية مجموعة من أعماله بطبيعتها النقدية لظواهر اجتماعية وتربوية، وزينت مساحة أخرى مجموعة من لوحات الفنانة التشكيلية سكينة الكويت باقتراحاتها التعبيرية، جلس بمحاذاتها الخطاط فهد المطيري مشكلا كلمة 'الحرية' بتنويعات مختلفة إلى جانب طاولة لعرض بعض الكتب المهداة للتجمع وقفت عليها القاصة هبة بوخمسين، في حين زرع الفنان والكاتب يوسف خليفة ذياب بعض أعماله المركبة في سرة الحديقة، وقابلته في الجانب الآخر منها القاصة لطيفة بطي بقراءة قصص للأطفال، كل ذلك وأكثر على خلفية موسيقية وتنويعات عزف مباشر للشابة شهد الهندال التي أضفت جوا مغايرا وكأنما أسرة واحدة التقت في حديقة عامة وتشبثت بحريتها الخاصة.تشبثا بالحريةفي ختام 'اليوم الإبداعي المفتوح' ألقى المحامي عبدالعزيز طاهر الخطيب كلمة تناول فيها بند الحرية في الدستور الكويتي الذي نص على الحريات، باعتبار الدستور هو الذي يحكم كل القاعدة الشعبية بكل توجهاتها وأجناسها وأفكارها ومعتقداتها، وقال إن الدستور نص بعبارة قصيرة وقوية ومنع تعديلها، وهي عبارة 'الحرية الشخصية مكفولة' وأشار الخطيب الى أن الدستور لم يزد عليها بأنها 'مكفولة بحرية القانون' مثلما هو موجود في بعض النصوص الأخرى، فتركها على إطلاقها. وأضاف الخطيب إن هذه الحرية وضعها الدستور على رأس قائمة الحريات التي يجب أن يكون لها مفعولها وأساسياتها التي نعتز ونتمسك بها، ولا نقبل أي رأي حتى إن كان فيه جانب ديني، مادام الدستور وضع في ظروف صحيحة، وتحت رؤية دينية، وإحساس بإنسانية الإنسان، فيجب ألا نهدرها أو نفرط فيها، وبالتالي أعتقد أن هذا الموقف وهذا المكان يعطي دلالة ومؤشرا أن الشعب الكويتي يجب أن يجتهد في الحفاظ على حريته الشخصية، وحرية الرأي على وجه الخصوص، التي هي أساس تصحيح المجتمع الكويتي، سواء على مستوى الحكم أو على مستوى الشعب أو على مستوى المؤسسات المدنية.وعلى السياق نفسه جاءت كلمة المخرج المسرحي سليمان البسام، الذي قال إن هذا التجمع الطيب المحفوف يملأنا بالأمل، وإن هذا النوع من الحرص هو قلب المجتمع المدني، وقلب الروابط التي جعلت من الكويت منبعا للحرية ووطنا نفتخر به، ونفخر بما توصلنا إليه على صعيد الحريات المدنية التي هي عامل كبير في مرحلة النمو والفكر على مر العهود.وقال لا شك في أن هناك تحركات خطيرة على ساحة المجتمع اليوم، نراها في حجب الكتب بمعرض الكتاب، وفي قمع المسرحيات، وفي قمع التعبير الفني، وأكد البسام أن هذه خطوات انتهاء بالإمكان أن تتسرع وتتفاعل بسرعة، وبالتالي ما كان بالأمس استثنائيا يصبح اعتياديا في الغد. مشيرا إلى أن هذا الوعي وهذا التضامن، وإن كان بسيطا في العدد إلا أنه كبير ومهم في المعنى والمغزى. متمنيا له أن يستمر في تواصل دائم للبحث عن الصمود أمام الحريات التي كسبها لنا الآباء والحرص على ما نحن عليه اليوم، متوجهين بتفاؤل كبير إلى ما يمكن أن نصل إليه في الغد.وعلى الرغم من قلة عدد المحتفلين بهذه التظاهرة، وعلى الرغم من الغياب الملحوظ من طرف المثقفين المعنيين قبل الجمهور، وقع الحضور القليل أسماءهم تضامنا مع الحرية باقتراحاتها الأوسع، وعلقوا عليها آمالا غير مستحيلة لو استمر 'مبدعون كويتيون' أن يعبروا بفكرتهم لتظاهرات أخرى مغايرة تلقى تفاعلا أكثر جدية.

No comments: